الأخيرة

والدة الأسير محمد خرسة: قلقنا كبير على حياته .. خرج من زنازين التعذيب مريضا ويتعرض مع باقي الأسرى للخطر في ظل انتشار ” كورونا “

تقرير: علي سمودى

لم تجف دموع المواطنة الخمسينية ختام خرسة ، منذ اعتقال بكرها الأسير محمد إبراهيم خرسة ، المعيل الوحيد والراعي لعائلتها بسبب مرض والده العاجز عن العمل ، ومما يزيد قلقها ومخاوفها إصابته بمرض الضغط عقب رحلة التحقيق القاسية التي تعرض لها وانتشار فيروس ” كورونا “، وتقول ” حياتنا حزن وبكاء ودموع ، فاعتقال بكري دمر حياتنا وحولها لجحيم لانه المسؤول عن إعالتنا ومعيشتنا ، ابني ملتزم بعمله ويكرس حياته لعائلتنا ولا ينتمي لاي حزب ورغم ذلك ما زال موقوفاً “، وتضيف ” خرج من زنازين التعذيب والعزل مريضاً ، وحالياً يتعرض مع باقي الأسرى للخطر في ظل انتشار الكورونا والإصابات المتزايدة في صفوف الجنود والسجانين الذين سحبوا من الأقسام كافة المنظفات ووسائل الوقاية وحرموهم من الكانتين “، وتكمل ” لا أنام من شدة الخوف والقلق على حياة محمد وكل أبنائنا الأسرى بسبب رفض الإدارة تزويدهم بوسائل الحماية والوقاية ، ونناشد كافة المؤسسات والجهات التحرك لإنقاذ حياتهم وحمايتهم من الاحتلال الذي يستخدم سياسة القتل البطيء بحق أسرانا في كافة السجون.

من حياته ..

في مخيم شويكة بمحافظة طولكرم ، ولد محمد باكورة أبناء عائلته المكونة من 6 أنفار إضافة لوالديه ، وكل العائلة منكوبة بالإمراض ، وتقول الوالدة ختام ” نشأ وعاش في المخيم ، تميز ببر الوالدين واحترام وحب عائلته والطيبة والحنان والأخلاق الحميدة ، ومنذ صغره تحمل المسؤولية عندما صدمتنا الحياة بمعاناة والده من عدة إمراض مزمنة جعلته عاجزاً عن العمل “، وتضيف ” رغم الفقر والظروف الصعبة ، حرص محمد على إكمال تعليمه في مدارس المخيم حتى حقق النجاح في الثانوية العامة ، قسم حياته بين العمل والدراسة ، فالتحق بجامعة خضوري تخصص علوم مالية ومصرفية ، لكنه لم يتمكن من إكمال الجامعة التي اضطر لتركها والعمل لإعالتنا.

صدمة الاعتقال . ..

تتجدد دموع الوالدة أم محمد التي تعاني من إمراض القلب والغدد والضغط والسكري ، وتقول ” خلال رحلة كفاح وعمل محمد ، عشنا مستورين وقبلنا بقضاء الله وقدره ، لم يكن يقصر معنا خاصة عندما تنتاب والده نوبات الألم ، فيتنقل به بين الأطباء والمستشفيات بوفاء وتضحية ، إضافة لرعايته لشقيقاته وتصميمه على تعليمهن “، وتضيف ” بتاريخ 22-10-2018 ، وعندما كنت أجهز الطعام لمحمد قبيل عودته من ورشة الميكانيك التي يعلم فيها في مدينة قلقيلية ، وصلني خبر اعتقاله  بعد يوم عمل شاق ومضني رغم انه كان يعاني ألم حاد في أسنانه “، وتكمل ” أثناء عودته للمخيم ، أوقف الاحتلال السيارة التي تقله على حاجز طيار على شارع قلقيلية الرئيسية ، وبعد التدقيق ببطاقة محمد الشخصية اعتقلوه واقتادوه لجهة مجهولة “، وتتابع ” شعرت بصدمة كبيرة وحزن وألم شديد ، فلا يوجد مبرر لاعتقال ابني الذي يقضي حياته بين العمل والمنزل وعائلتنا ، كما أنه لا يتدخل بقضايا السياسة وليس له انتماء حزبي ، توقعت أن هناك خطا وانتظرت عودته ، لكن الاحتلال نقله للتحقيق.

التحقيق والمعاناة ..

على مدار شهرين ، عاشت أم محمد وعائلتها مشاعر الخوف والقلق في ظل انقطاع أخبار أبنها ، وتقول ” تنقلت بين الصليب الأحمر وكافة المؤسسات لمعرفة مصير ابني لكن دون جدوى ، انقطعت إخباره طوال فترة التعذيب والعزل ومنع الزيارات ، حتى بدأت محاكم الاحتلال بتمديد اعتقاله “، وتضيف ” تعرض ابني لضغوط رهيبة وتهمته الوحيدة صلة القرابة بابن اختي   الشهيد اشرف نعالوة  الذي اغتاله الاحتلال  13/12/ 2018  ” ،وتضيف ” عشنا كوابيس رعب وقلق على حياة محمد الذي ليس له أي تجارب في السجون والاعتقال الذي دمر حياتنا ، فهو وحيدنا والمعيل الوحيد لنا ،  ونعتمد عليه في كل أمورنا واحتياجاتنا ، فانا مثل والده  مريضة ولا يمكننا العمل بسبب أوضاعنا الصحية.

خلف القضبان ..

بعد التحقيق ، احتجز محمد في سجن ” مجدو ” لمدة عام ونقل الى ” جلبوع ” الذي يقبع فيه حالياً ، وما زال موقوفاً ويعاني اثار التحقيق ، وتقول والدته ” بكيت وتألمت عندما شاهدت تأثير التحقيق على صحته ، لم احتمل رؤية ابني المكبل اليدين والقدمين وسط حصار السجانين الذين منعونا الحديث معه ومصافحته “، وتضيف ” ما زال موقوفاً ، ومددت المحكمة توقيفه 10 مرات ، وطلبت له النيابة حكم 4 سنوات ، لكن المحامي رفض وقدم طلباً لتخفيض الفترة ، ونتمنى أن يتحرر في الجلسة القادمة “، وتكمل ” نعيش حاليا في دوامة كبيرة ، بسبب إصابته بمرض الضغط ورفض إدارة السجون علاجه ، رغم انه لم يكن يعاني من أية أمراض قبل اعتقاله ، ونطالب الجهات المعنية التدخل لعلاجه  فهو ما زال شاباً صغيراً والإهمال يؤدي لمضاعفات أكثر.

المنع الامني ..

منذ اعتقاله ، لم يسمح الاحتلال لوالدته بزيارته سوى مرتين ، وتقول أم محمد ” عاقبني الاحتلال وبناتي بالمنع الامني  رغم معاناتي من المرض ، وقدمنا عدة طلبات لكن دون جدوى ، ما زال الاحتلال يمارس سياساته التعسفية قبل إلغاء الزيارات بسبب فيروس كورونا “، وتضيف ” ابنتي ربا الوحيدة التي تحصل على تصريح لزيارته مرة كل شهر ، وتعاني الكثير في ظل قيود وممارسات الاحتلال التعسفية التي تنغص حياة أهالي الأسرى “، وتكمل ” لا نملك في هذه الأيام العصيبة وانقطاع أخبار أسرانا سوى الصبر والتضرع لرب العالمين ليحفظ ابني وكل الأسرى من المرض والاحتلال ، وندعوا لهم بالثبات والصمود في وجه ظلم السجان حتى نفرح بحريتهم وعودتهم الينا سالمين.

الحياة العربية

يومية جزائرية مستقلة تنشط في الساحة الاعلامية منذ سنة 1993

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى