ثقافة وفنفي الواجهة

وزارة الثقافة توضح بخصوص اختفاء لوحات زيتية للرسام بابلو بيكاسو

ردت وزارة الثقافة على الجدل الحاصل بشأن حقيقة اختفاء لوحات زيتية للرسام الإسباني بابلو بيكاسو، من متحف الفنون الجميلة بالعاصمة، مؤكدة أن هذه الأعمال لا علاقة لها بالفنان.

وذكر بيان لوزارة الثقافة “تداولت بعض وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي في الآونة الأخيرة، خبرا مغلوطا حول اختفاء سبع لوحات زيتية للرسام الإسباني الشهير بابلو بيكاسو، خلال سنة 2009، كان قد تم العثور عليها من قِبل أحد المواطنين أثناء قيامه بحفر بئر في بلدة مدريسة على بعد 60 كلم جنوب ولاية تيارت”.

وأضاف “حين الإعلان عن هذا الاكتشاف، رجّحت وسائل الإعلام آنذاك، أن تكون هذه اللوحات قد رسمها بابلو بيكاسو خلال زيارته لهذه المنطقة عام 1944، حيث كان يُقيم رفقة العديد من المعمّرين الإسبان”.

وحسبها “تنتهز وزارة الثّقافة والفنون، المناسبة لإفادة الرأي العام أنه فور تلقيها المعلومة خلال سنة 2009، نقلت هذه اللوحات إلى متحف الفنون الجميلة بالعاصمة للتّأكد من هوية صاحبها”.

وأوضحت وعلى ضوء الخبرة المنجزة من قِبل المختصّين باستعمال التّقنيات الحديثة التي مست فحص الإمضاءات وخطوط الكتابة ونوعية الألوان الزيتية والتقنيات المستعملة والدّقة في الرسم، تبيّن أنّ هذه اللوحات هي نسخ غير أصليّة ولم تصدر إطلاقا عن بابلو بيكاسو.

..واسيني يتساءل من سرق لوحات بيكاسو في مدريسة؟..

“من سرق لوحات بيكاسو في مدريسة؟”..هكذا تساءل الأديب واسيني الأعرج عن مصير اللوحات السبعة التي عُثر عليها قبل سنوات بولاية تيارت، ونسِبت إلى الفنان العالمي، وقال واسيني، في منشور على صفحته الخاصة، إن إحدى اللوحات أرسلت إلى فرنسا للتأكد من نسبها للرسام.. وأضاف: ننتظر من السيدة الوزيرة وأجهزة الدولة الكبرى بما فيها الأمنية، للبحث والتحقق، في موضوع شديد الخطورة: تهريب جزء مهم من تاريخ البلاد.

قال الكاتب والأكاديمي واسيني الأعرج، في منشور على صفحته الخاصة بفايسبوك، تحت عنوان “من سرق لوحات بيكاسو في مدريسا؟”، إن شبهة كبيرة تحيط مصير سبع لوحات عُثر عليها ببلدية مدريسة، بتيارت، وأشار إلى أن كل اللوحات تحمل توقيع الفنان العالمي بابلو بيكاسو، ومؤرخة في 1944، وهي الفترة الموافقة لزيارته لهذه المنطقة التي عمرها معمرو الضواحي الفقراء والإسبان، ووفد إليها بيكاسو للأمن والاستراحة، بدعوة من محبّيه هناك، إذ، على ما يبدو، كان من بين ساكنتها، الكثير من القادمين من ملقة ، مسقط رأسه.

وأضاف الكاتب أنّ شابا عثر على اللوحات السبعة بالصدفة خريف 2009، حينما كان بصدد حفر بئر، واستشهد واسيني بمقال الطبعة الفرنسية من جريدة “وقت الجزائر” الصادرة بتاريخ 11 سبتمبر 2009)، وأخبر الشاب مباشرة مديرية الثقافة بما عثر عليه، وكان يعرف جيدا قيمة ما وجده، يقول واسيني، مضيفا في هذا السياق بعد أن تمّ تسجيل اللوحات، واعتبارها ملكية وطنية للدولة، تم تحويلها باتجاه متحف الفنون الجميلة بالجزائر العاصمة، حيث يتوفر هذا الأخير، على مخبر للتحاليل الفنية لتحديد تاريخ اللوحات ومصدرها، وحسب الاحتمالات الأولية، يبلغ سعر اللوحة الواحدة ما لا يقل عن 100 مليون دولار، مشيرا إلى أن بعض لوحات بيكاسو تخطت هذا السعر، على غرار لوحته الشهيرة “نساء الجزائر” التي بلغت 140 مليون دولار، لكن حسبه منذ تاريخ سبتمبر 2009، تاريخ العثور على اللوحات، لفّ الصمت الكلي على هذا الموضوع إلى اليوم.

وأضاف في نفس السياق أن بعض المصادر المقربة من متحف “الفنون الجميلة”، أنه تم خلال سنة 2015، إرسال إحدى اللوحات إلى فرنسا ومؤسسة بيكاسو للتأكد من نسبها للرسام، حيث قال”لكن لا نعرف شيئا عن ذلك، ولا مآل هذه اللوحات، هل سرقت؟ بيعت؟ نهبت؟ من أدار وزارة الثقافة يومها؟ لم تعد القضية فردية ولكنها قضية دولة؟ وإذا حدث أن سرقت سيكون ذلك واحدة من أكبر جرائم نهب التراث المادي واللامادي المنظم، وهو ما ألحّ عليه مواطنو مدريسة، من خلال لجنة الدفاع عن التراث المادي وغير المادي للمنطقة”.

ودعا واسيني الأعرج الجهات المختصة إلى التحقيق في هذه القضية، مذكّرا أنها ليست الوحيدة من نوعها، في ظل وجود سوابق مشابهة وكتب بصفحته “ننتظر من الوزيرة وأجهزة الدولة الكبرى بما فيها الأمنية، للبحث والتحقق، في موضوع شديد الخطورة: تهريب جزء مهم من تاريخ البلاد كما حدث مع التمثال النصفي لماسنيسا، التمثال النصفي لسيرفانتس الذي كان على رأس مرتكز في مغارة سيرفانتس، وهو النسخة الثانية والوحيدة والنادرة من تمثال مدريد، دون الحديث عن المجوهرات والنقود الثمينة التي تعود إلى العهد الروماني القديم. مدريسا تنتظر، ونحن أيضا، لتفتح وزارة الثقافة ملف لوحات بيكاسو”.

نسرين احمد زواوي

الحياة العربية

يومية جزائرية مستقلة تنشط في الساحة الاعلامية منذ سنة 1993

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى