ثقافة وفن

الممثل حسان كشاش للحياة العربية: تطور السينما الجزائرية مرهون بالتكوين وإعادة تفعيل قاعات السينما

يرى الممثل حسان كشاش أن تطور السينما الجزائرية مرهون بالتكوين، لاسيما في مجال كتابة السيناريو، ومجال الاقتباس الذي يمكن من خلاله تحويل نص أدبي إلى الشاشة الفضية، وقال انه  يجب الانفتاح على الأدب الجزائري والكتابات الجزائرية لكي تكون هناك جسور تواصل بين كل الفنون الأخرى.

قال الممثل حسان كشاش إن ما تعانه السينما الجزائرية هو نقص في كتاب سيناريو بالمفهوم الدراماتولوجي، هذا ما يملي على المسؤولين حسبه الاهتمام أكثر بتكوين الكتاب وإعطاءهم فرص لتقديم إبداعاتهم ، كما أشار في سياق أخر إلى مشكل قاعات سينما وموزعين للأفلام  والتسويق للمنتج، مؤكدا أن السينما بحاجة  إلى كل ما ذكر من أجل إكمال الحلقة السينمائية، مع ضرورة إشراك القطاع الخاص.

وبخصوص هجرة الجمهور من قاعات السينما فقال كشاش “الشرخ الحاصل بين السينما والجمهور ناتج عن ظروف سياسية واجتماعية عرفتها الجزائر،  فمثلا معظم القاعات السينمائية خرجت عن إطار العمل، لكن ما ينبأ بالخير المبادرة التي تبنتها وزارة الثقافة مؤخرا والمتمثلة في ترميم هذه القاعات وإعادتها للعمل تحت وصايتها، بعد أن كانت تحت وصاية جهات أخرى، لذلك فمن خلال عودة بعض قاعات السينما للعمل، فإن السينمائيين أصبح لديهم أمل كبير في عودة العلاقة مع الجمهور، ضف إلى ذلك مشكل الترويج فمعظم الأفلام الجزائرية لا يتمكن الجمهور الجزائري مشاهدتها إلى من خلال شاشة التلفزيون، وهذا بنظري راجع إلى مشكل الترويج، لذلك أؤكد أننا بحاجة ماساه إلى قناة تلفزيونية جزائرية مختصة في الثقافة، تهتم بها وتتحدث عنها وتكشف عن الأعمال السينمائية والمسرحية وكل الإصدارات الإبداعية الأخرى، بشكل يمكن الجمهور من الاطلاع عليها”.

وبخصوص إشراك قطاع الخاص في الإنتاج السينمائي وفي الثقافة بشكل عام، أكد محدثنا على ضرورة إشراك القطاع الخاص في الإنتاج السينمائي وذلك من خلال إدراجه في عمليتي العرض والتوزيع السينمائي، لأن هذه الشراكة حسبه ستعود بالفائدة على القطاع الثقافي الجزائري وتساهم في فتح قاعات السينما مستقبلا وتفعيلها بشكل معاصر.

وفي ما يتعلق بالسينما الثورية أكد محدثنا أن مثل هذه الأعمال تمثل مسؤولية كبيرة للممثل وللمخرج الذي ينجز العمل، لأن مثل هذه الأعمال يقول كشاش تتطلب دراسات وفحص عميق لسيرة الشهيد أو البطل الذي ينجز حوله العمل، مشيرا في هذا الصدد إلى تجربته في فيلم “البطل مصطفى بن بولعيد” للمخرج أحمد راشدي، وفي فيلم “عيسات إيدير” للمخرج الأردني كمال لحام، بالإضافة إلى تجربته في فيلم “نقطة نهاية” للمخرج أحمد راشدي  وهو العمل الذي يحكي عن الحقبة التاريخية للجزائر من بداية الدخول الاستعماري إلى غاية بداية الثورة.

في سياق آخر، تحدث الممثل حسان كشاش عن دور الإنتاج المشترك في الرقي بالسينما الجزائرية بصفة خاصة والسينما العربية بصفة عامة، وقال هناك الكثير من العربية لها امتدادات بين مختلف الشعوب العربية وتحتاج إلى إنجاز أعمال سينمائية مشتركة لتقديمها بشكلها المفصل للجمهور، مؤكدا أن مثل هذه الأعمال تتطلب بحوث جادة حول واقع السينما العربية والتي ستمكننا من معرفة مواطن الضعف والقوة، مشيرا إلى بعض الأعمال المشتركة التي شارك فيها مثل فيلم “شامة وألم النخيل” وهو عمل مشترك بين الجزائر وتونس وتم تمويله من وزارتا الثقافة للبلدين، وفيلم “كانت الحرب” للمخرج أحمد راشدي وهو عمل مشترك فرنسي- جزائري.

نسرين أحمد زواوي

الحياة العربية

يومية جزائرية مستقلة تنشط في الساحة الاعلامية منذ سنة 1993

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى