الأخيرةفي الواجهةوطن

خلال لقاء نظمته جمعية مشعل الشهيد: زيتوني يستذكر خصال المجاهد عبد الدائم المحكوم عليه بالإعدام بالمقصلة

ذكر وزير المجاهدين وذوي الحقوق، الطيب زيتوني، الأربعاء بالجزائر العاصمة، خصال المجاهد عبد الدائم عبد الدائم، الذي حكم عليه بالإعدام بالمقصلة سنة 1960، وذلك بمناسبة منتدى الذاكرة “الحكم بالإعدام في انتظار التنفيذ، شهادات من رواق الموت”.

وقال الوزير، خلال لقاء نظمته جمعية مشعل الشهيد، عرفانا للمجاهد الحاج عبد الدائم عبد الدائم لما قدمه للثورة التحريرية ومساهمته الفعالة في حماية ذاكرة الشهداء وإنجازه لمركب الجهاد وروضة الشهداء، أن “بطلنا اليوم وهو الشهم ابن الحضنة وزاوية الهامل، التي ولد بها في 23 أكتوبر 1937 (…)، التحق بصفوف جيش التحرير الوطني بالزعفرانية عام 1958، متوليا عدة مسؤوليات”.

وأضاف السيد زيتوني في كلمة قرأها نيابة عنه مدير التراث التاريخي والثقافي بالوزارة، محمد ياحي، أن المجاهد عبد الدائم ألقي عليه القبض في 11 مايو 1960،أين تعرض للتعذيب الشديد وحكم عليه بالإعدام في 20 سبتمبر 1960، غير أنه “استطاع الفرار، يقول ذات المسؤول، من سجن البليدة رفقة بعض أصدقائه، بوساطة مجاهدي الولاية الرابعة، ليرتقي بعدها إلى صف ملازم ثان”.

وأكد الوزير أن عبد الدائم من المجاهدين المغاوير الذين تميزوا ب”نكران الذات ورفض الظلم والطغيان (…) يجعلنا نقول اليوم بكل فخر واعتزاز أنهم شرف الجزائر وتاريخها المرصع بالبطولات والملاحم التي ستظل المنهج الذي نخطوه ونسلكه على الدوام، بعد الاستقلال”، مشيرا إلى أنه تولى بعد هذه المرحلة من تاريخ الجزائر العديد من المسؤوليات السياسية منها والإدارية.

وبعدما ذكر أن هذا التكريم يتزامن والتحضير للاحتفال بفعاليات الذكرى التاسعة والخمسين لعيد الاستقلال، وما سيتخللها من برامج متنوعة وثرية، شدد السيد زيتوني على أن قطاع المجاهدين يجعل في مقدمة أولوياته حفظ و صون الذاكرة الوطنية، تطبيقا لبرنامج رئيس الجمهورية، لترسيخ القيم والمثل العليا لثورة نوفمبر الخالدة وضمان تلقينها للناشئة.

وفي سياق ذي صلة، أوضح مدير المتحف الوطني للمجاهد، مراد وزناجي، أن هذا اللقاء يتزامن مع إحياء ذكرى اليوم الوطني المحكوم عليهم بالإعدام، والمصادف ليوم 19 يونيو 1956، وهي الذكرى ال 65 لاستشهاد البطل الرمز أحمد زهانة، المدعو زبانا، والذي يعد أول شهيد جزائري يتم تنفيذ حكم الإعدام فيه من طرف السلطات الاستعمارية الفرنسية.

وأوضح أن التركيز على شهادات المجاهدين المحكوم عليهم بالإعدام، والذين كانوا ينتظرون الاستشهاد كل يوم وكل لحظة وهم في السجن، يعد “اعترافا لهم بالشجاعة والإقدام والصبر والثبات”، مبرزا أن إحياء استشهاد البطل الرمز أحمد زبانا، يعتبر في حد ذاته “وساما نرصع به جبين كل شهداء الجزائر المجاهدة عبر الأزمنة ،ولا أدل على ذلك من تخصيص يوم وطني وترسيمه من طرف الدولة الجزائرية ألا وهو اليوم الوطني للمحكوم عليهم بالإعدام “.

كما تطرق أصدقاء المجاهد عبد الدائم إلى خصاله وشجاعته للتصدي إلى العدو الغاشم، مؤكدين أنه يعد من هؤلاء الذين سبلوا أنفسهم في سبيل الحرية والتحرر، ولا ينتظرون من هذه الحياة سوي تثمين جهدهم ومواصلة الاعتراف بزملائهم الشهداء وكذا الاهتمام بالمجاهدين

ومن جهته، تطرق الأستاذ الجامعي، أحمد عظيمي إلى المقالات الفرنسية التي تحدثت عن هذا النوع من الإعدام، قائلا أنها أحصت “1.500 حكم بالإعدام بالمقصلة، نفذ منها 222 حكم (80 حكم في عهد الجنيرال ديغول).

وبالمناسبة دعا السيد عظيمي التاريخيين والأكاديميين الجزائريين إلى الاهتمام أكثر بهذا الشق من تاريخ الثورة الجزائرية الذي “لم يعطى له، حسبه حقه”.

 

ق.و

 

الحياة العربية

يومية جزائرية مستقلة تنشط في الساحة الاعلامية منذ سنة 1993.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى