الأخيرةثقافة وفنفي الواجهة

“ذاكرة كلثوم” لتونس آيت على تشارك في مهرجان صيف الزرقاء المسرحي “أون لاين”

تعرض يوم الخميس المقبل مسرحية “ذاكرة كلثوم” للمخرجة تونس آيت على عن نص من تأليف الدكتورة جميلة الزقاي، وإنتاج تعاونية “بورسعيد”  أون لاين، وذلك في فعاليات مهرجان صيف الزرقاء المسرحي بدورته لـ 19، الذي يستمر إلى غاية 18 سبتمبر الجاري، ويحتضنه مركز الملك عبد الله الثاني الثقافي بمحافظة الزرقاء الأردنية.

يتضمن المهرجان العديد من العروض المسرحية من مختلف الدول العربية إلى جانب الجزائر والأردن الدولة الحاضنة للحدث، نجد  فلسطين، المغرب، مصر، تونس، العراق، سوريا، لبنان، عُمان، السعودية، ويعرف المهرجان  تقديم عروضا حية وعروض أخرى أون لاين، ونسبة الحضور فيه لا تتجاوز الـ 50 بالمائة، ومن العروض التي تشارك إلى جانب العرض الجزائري “ذاكرة كلثوم”، نذكر “تراتيل ثورة نساء ”  تأليف إياد الريموني  وإخراج ميس الزعبي، مسرحية “ابصم بسم الله ” التي تقدم أون لاين من تأليف سعيد هداني، وإخراج عبد الأمير الصغير، ومسرحية في الليلة نفسها “ستة في ستة” تأليف ديمتري باساتاس، وإخراج أنور حساني، ومسرحية سالب واحد تعرض اون لاين، من تأليف محمد عادل، وإخراج عبد الله صابر ومسرحية “ليلة حارة صيفية” في مدينة منسية تأليف وإخراج أسامة الحفري، بالإضافة إلى مسرحية “شرشوح” إعداد وإخراج إيهاب زاهد، ومسرحية “ذئاب منفردة” دراماتورجيا وإخراج وليد دغسني.

وقد اختار فرقة الزرقاء للفنون المسرحية الجهة المنظمة للتظاهرة الفنانة جولييت عواد لتكون شخصية مهرجان صيف الزرقاء المسرحي العربي بدورته التاسعة عشرة لهذا العام، فيما سيتم تكريم عدد من الداعمين وأعضاء لجان المهرجان.

أما في ما يتعلق بلجنة تحكيم المهرجان فهي تتألف من الروائي الأردني مفلح العدوان رئيسا للجنة، وعضوية كل من عجاج سليم من سوريا، فهد ردة الحارثي من السعودية، فتحي عبد الرحمن من فلسطين، عبدا لرزاق مطرية من الأردن.

ومسرحية “ذاكرة كلثوم”، المستوحاة من قصة حياة الممثلة الكبيرة سارة برنهاردت (1844-1923)، تحاول نقل المسار الفني للراحلة على الخشبة، حيث انطلقت، ولمع نجمها في سماء المشهد الفني الجزائري على اختلافه، حيث تنقل عبر كل مشاهدها الأوقات العصيبة التي مرت بها الممثلة الراحلة كلثوم وقرارها اعتزال الحياة الفنية بعد مسيرة حافلة بالنجاحات حيث انطوت على نفسها إلى درجة أنها كانت ترفض الإجابة على كل المراسلات التي تردها من أصحاب المشاريع السينمائية ومهنيي القطاع وأصدقائها ومعجبيها.

وجسد في العمل دور كلثوم في شبابها الممثلة يسرا دايخة اذ تتطرق القصة إلى معاناتها مع ماضيها الذي لم يكن بالهين عليها ناهيك عن القيود المجتمعية المفروضة على المرأة آنذاك، وواصلت كلثوم مسيرتها الفنية في خضم كل هذه الصعوبات إلى أن قررت الاعتزال من العالم الفني والأسري في طريقة منها لمعاقبة كل خصومها، ثم إن نمط عيشها بعيدا عن الشهرة كان له الأثر الكبير على شخصها لأنها أصبحت مع مرور الوقت متعجرفة وعدوانية، وصارت تطلب في كل مرة من خادمها منحها المظلة حتى تقيها أشعة الشمس في النهار وضوء القمر في الليل.

ومع ذلك ظلت الذكريات تراودها وها هي تتحدث بأسف عن ماضيها المجيد كممثلة رفقة فنانين مشهورين على غرار عبد الرحمان رايس وعلال المهيب ومحي الدين بشطارزي ومصطفى كاتب وعبد القادر علولة وعز الدين مجوبي ولخضر حمينة الذي صعدت وإياه على منصة مهرجان كان الدولي سنة 1975. ويتضمن العمل لقطات موسيقية من التراث الجزائري من أداء ليلي بونيش ومعطوب لوناس، وأخرى من التراث الشاوي نسج من خلالها جزء من حياة الفنانة الكبيرة كلثوم، والتي تحمل اسم عائشة عجوري، المتوفاة سنة 2016 عن عمر ناهز 94 سنة.

للإشارة، أن الممثلة الراحلة كلثوم من مواليد مدينة البليدة، يصفها الكثيرون بـعميدة الفن في الجزائر، وسيدة المسرح والسينما والتلفزيون بلا منازع، اكتشفها الكاتب المسرحي محي الدين بشطارزي سنة 1935، وشاركت في حوالي 20 فيلما، وأكثر من 70 مسرحية، التحقت بأوبرا الجزائر عند تأسيسها في عام 1947، أسندت الأدوار الأساسية إليها. شهد فيلم “ريح الأوراس” تألقها، بأدائها المتميز في هذا العمل في دور الأم الباحثة عن ابنها المختطف من قبل الجيش الفرنسي، الفيلم الذي أخرجه السينمائي محمد الأخضر حامينة ونال جائزة السعفة الذهبية، كأحسن عمل سينمائي في مهرجان “كان” لسنة 1967 في طبعته العشرين..

نسرين أحمد زواوي

 

الحياة العربية

يومية جزائرية مستقلة تنشط في الساحة الاعلامية منذ سنة 1993.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى