الدكتور مصطفى بورزامة: الإعلام الجزائري منبر وطني حرّ وامتداد لمسار النضال

أكد الدكتور مصطفى بورزامة، أستاذ بكلية الإعلام والاتصال، أن المؤسسات العمومية السمعية البصرية في الجزائر تمثل فضاءً حراً للنقاش والتعبير، من خلال منابر الإذاعة والتلفزيون اللذين يواصلان أداء رسالتهما بروح المسؤولية والانتماء الوطني.
وأوضح بورزامة، في تصريحاته لبرنامج “ضيف الصباح” بالقناة الأولى للإذاعة الجزائرية، هذا الثلاثاء، بمناسبة الذكرى الثالثة والستين لاستعادة السيادة الوطنية على مؤسستي الإذاعة والتلفزيون، أن الجيل الحالي من الإعلاميين هو امتداد طبيعي لأولئك الذين جعلوا من الإعلام الجزائري منبراً للثورة وداعماً لصوت الشعب في كفاحه ضد الاستعمار.
وأشار المتحدث إلى أن المسار الإعلامي الجزائري متجذر في التاريخ الوطني، حيث رافق الحركة الوطنية منذ بدايتها وواكب مراحل النضال السياسي وصولاً إلى ثورة نوفمبر 1954، التي جعلت من الإذاعة وسيلة تعبئة قوية من خلال “صوت الجزائر المكافحة”.
وبيّن أن استعادة السيادة الوطنية في 28 أكتوبر من سنة الاستقلال شكّلت محطة مفصلية في مسار التحرر الإعلامي، إذ تولت النخبة الجزائرية مهام البث والتحرير والإخراج والإرسال، لتبرهن على قدرتها على بناء إعلام وطني مستقل يواكب مرحلة البناء بعد أكثر من قرن من الاستعمار الفرنسي.
كما أكد أن مرحلة الثورة أفرزت نخبة وطنية من الإعلاميين والدبلوماسيين والرياضيين، أسست لرسالة إعلامية وطنية حملت صورة الجزائر الحرة الساعية إلى التنمية والعدالة.
ضرورة مواكبة الثورة الرقمية
وشدد بورزامة على أهمية مواكبة التحولات الرقمية العميقة التي يشهدها العالم، داعياً إلى الانتقال من نقل الخبر إلى صناعة الخبر، كما هو معمول به في الدول المتقدمة.
وأوضح أن الجامعة الجزائرية استحدثت تخصصات جديدة في الإعلام الرقمي لمواكبة هذه التغيرات، مؤكداً أن تطوير الإعلام الرقمي في الجزائر، أكاديمياً ومهنياً، أصبح ضرورة ملحّة.
وأضاف أن الإذاعة الجزائرية ما تزال تحتفظ بمكانتها لدى الجمهور بفضل تنوع برامجها وقربها من المواطن، داعياً قنواتها إلى الانخراط في التحول الرقمي ومتابعة اهتمامات الجمهور في العصر الحديث.
كما أشار إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي منحت دفعة قوية للتفاعل بين المواطن والمؤسسات الإعلامية، رغم ما تحمله أحياناً من تجاوزات تستدعي ضبطاً مهنياً وأخلاقياً.
الإذاعة مرآة القضايا العادلة
واختتم الدكتور بورزامة حديثه بالتأكيد على أن الإعلام الجزائري ظل وما يزال منبراً للدفاع عن القضايا العادلة، وفي مقدمتها القضيتان الفلسطينية والصحراوية، رغم حملات التشويه الإعلامي التي تستهدف المواقف الثابتة للجزائر.
وأكد أن الإذاعة الوطنية تشكل اليوم جداراً متيناً لحماية الجزائر ومكتسباتها، داعياً إلى تعزيز النقاش المهني والإصلاحات الإعلامية بما يكرس الحرية والمصداقية والمسؤولية.
ل.خ

