في الواجهةولايات

بجاية.. تغير في الأفق بمتحف المياه بتوجة

يستعد متحف المياه بتوجة بولاية بجاية لتسجيل تحول جديد بفضل عمليات التهيئة المبرمجة على مستواه والهادفة إلى منحه دفعا جديدا من شأنه تعزيز بعده الثقافي والتربوي والتاريخي.

وأوضح مدير المتحف، إدير شيبان في حديث لأوكالة الأنباء الجزائرية الأمر يتعلق بتعزيز هذه المنشأة بهياكل جديدة مع إحداث تغيير في برنامج نشاطاته لتوجيهها نحوالعائلات وتلاميذ المدارس. وتم تدشين هذه المنشأة سنة 2010، وهي فريدة من نوعها في الجزائر ورائدة في إفريقيا، باعتبارها مركب يجمع بين الثقافة والعلوم والترفيه والتاريخ ومخصص للمياه في كل أشكالها.

يحتوي هذا الفضاء على جانب متحفي تعرض فيه آثار تدور كلها حول موضوع المياه وكل ما يتعلق بها، تتمثل أهمها في طاحونة للمياه يعود تاريخها إلى العصر الروماني وقاعة عرض مجهزة (عرض البيانات وشاشة مسطحة) يمكن استغلالها كقاعة عرض مؤقتة ومركز توثيق. وتم توطين هذا الفضاء المتحفي بوسط مائي وتاريخي فريد.

..فضاء يعرف بتاريخ المياه منذ العصور القديمة

وبإمكان زوار هذا المتحف أيضا، التمتع بجولة على طول مسار “طريق الماء” التي تتخللها منشآت رومانية لا تزال قائمة إلى يومنا هذا لتعرفنا بتاريخ المياه بالمنطقة منذ العصور القديمة.

وتعتبر قناة المياه الرومانية أهم هذه المنشآت، وهي قناة ضخمة لازلت على حالها تقريبا، أسسها الروماني أوكتاف نونيوس داتوس سنة 26-27 قبل الميلاد وكانت تستخدم آنذاك لتزويد مدينة بجاية بالمياه الصالحة للشرب انطلاقا من توجة، على مسافة من حوالي 40 كلم.

وما زال هذا الانجاز الضخم يثير الإعجاب إلى يومنا هذا بسبب عبقرية التقنية التي صمم بها، إذ يظهر جليا أن مصممه قد قام بتنصيب مجموعة من طواحين المياه والحواجز المائية والصهاريج والخزانات وغيرها من الأشغال على طول مسار القناة، باستعمال تقنيات مثيرة للدهشة والإعجاب.

وإضافة إلى هذه المنشأة، يضم الفضاء المتحفي أيضا الموقع الروماني “تيكلات”، الذي لم يكشف لحد الساعة عن كل أسراره، و”العينصر” ينبوع مياه توجة المعدنية الشهير، وكذا ينبوع صغير آخر مجاور لمسجد المدينة وشلال كبير، تتخلله عدة شلالات صغيرة وعدد كبير من طواحين المياه.

علما أن كل المنطقة زاخرة بالمياه المتدفقة وسط مرتفعات جبلية خضراء غاية في الحسن والجمال، تتخيلها بطاقة بريدية طبيعية تضفي مزيدا من السحر على متحف المياه.

وينتظر تعزيز هذا الفضاء، حسب شيبان، ببعض الإضافات، متمثلة أساسا في قسم مخصص للماء ومركز توثيق متخصص ومكتبة وقاعة للمحاضرات ومساحة عرض مؤقتة. وتهدف العملية إلى إضفاء المزيد من الجاذبية لهذا المتحف الذي تعود فكرة إنشائه لأعضاء الجمعية العلمية “جيهيماب” (مجموعة مختصة في دراسة تاريخ الرياضيات ببجاية) والذي أضحى مع مرور الوقت مركز إشعاع حقيقي.

 

خ. ب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى