إسلاميات

رفع الكسوة استعدادا لموسم الحج.. من أول من كسا الكعبة؟

في إطار استعدادات المملكة العربية السعودية لموسم الحج للعام الهجري 1439، بدأت رئاسة الحرمين الشريفين فى رفع كسوة الكعبة المشرفة استعدادا لاستقبال زوار بيت الله الحرام خلال موسم الحج المقبل.
وتستبدل الكعبة كسوتها مرة واحدة كل عام، وذلك أثناء فريضة الحج، وبعد أن يتوجه الحجاج إلى صعيد عرفات، يتوافد أهل مكة إلى المسجد الحرام للطواف والصلاة ومتابعة تولى سدنة البيت الحرام تغيير كسوة الكعبة المشرفة القديمة واستبدالها بالثوب الجديد، استعدادا لاستقبال الحجاج فى صباح اليوم التالي الذي يوافق عيد الأضحى.
وتتكون الكسوة من خمس قطع تغطى كل قطعة وجهاً من أوجه الكعبة المشرفة والقطعة الخامسة هى الستارة التى توضع على باب الكعبة ويتم توصيل هذه القطع مع بعضها البعض‌.
ويعد تغيير الكسوة من الطقوس التى حرص عليها العرب قديما، ومن بعدهم المسلمون، وكان النبى محمد – صلى الله عليه وسلم – يغيرها بنفسه، واتخذها المؤمنون سنّة من بعده كل عام، وتبدل على شكل الكسوة تصميمات وتطريزات متنوعة تأثرت بحضارات الدول الإسلامية المتعاقبة منذ دولة النبي – صلى الله عليه وسلم – إلى قيام المملكة العربية السعودية.
وبحسب كتاب “ألف معلومة عن اللغة العربية وآدابها صقحة (175) للكاتب الدكتور أحمد سيد حامد آل برجل، فإن أول من كسا الكعبة كان سعد اليماني، ثم كساها من بعده الرسول – صلى الله عليه وسلم – بالثياب اليمانية، ومن بعده الفاروق عمر بن الخطاب بثياب القباطي المصرية، ومن بعده يزيد بن معاوية بالديباج الخسروانى، ثم كساها بنو أمية فى بعض أيامهم الحلل التى كانت على أهل نجران فى جبهم وفوقها الديباج، ثم جدد المتوكل رخام الكعبة وأزرها بالفضة وألبس سائر حيطانها وسقفها بالذهب، ثم كسا أساطينها بالديباج.
فيما يذهب كتاب “أوروبيون في الحرمين الشريفين ص (56)” للكاتب عرفة عبد على، بأن النبي إسماعيل قد كسا الكعبة، بينما يذهب البعض بأن أول من كساها هو “تبع أبى كرب” ملك حمير سنة 220 قبل الميلاد، وبعد الإسلام لعبت كسوة الكعبة المشرفة دورا سياسيا على مدار تاريخ الإسلام ودول الخلافات الإسلامية. فكانت تحمل من عاصمة الخلافة “بغداد” في عصر العباسيين، ثم أصبحت تصنع فى مصر فى عصور الفاطميين وسلاطيين المماليك وعصر الدولة العثمانية، وكانت موضع اهتمام الخلفاء والسلاطين والملوك.
ويذكر الكتاب ما ذكره “المقريزى” أن قرية تنيس بدمياط كانت تصنع بها كسوة الكعبة، وعندما تولى محمد على باشا حكم مصر، أصبحت الكسوة الخارجية تصنع على نفقة الحكومة المصرية، واختص سلاطين آل عثمان بالكسوة الداخلية، وكسوة الحجرة النبوية بالمدينة، وخصص محمد على دارا بحى الخرنفش بالقاهرة لصناعة الكسوة وأطلق عليها “مصلحة الكسوة الشريفة” وكانت أول دار تنشئ خصيصا من أجل الكسوة، وعند إتمام عمل الكسوة يكون لها احتفال مشهود عرف تاريخيا بـ”زفة المحمل”، فيشقون بها في موكب عظيم من القلعة مقر الحكم حتى المشهد الحسيني، وكان ذلك في شهر رجب مع خروج قافلة الحج الذي يتقدمها المحتسب وقاضى القضاة والأمراء وناظر الكسوة والعلماء، وكان يحضر الاحتفال الخديوي وكبار رجال الدولة.

الحياة العربية

يومية جزائرية مستقلة تنشط في الساحة الاعلامية منذ سنة 1993

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى