كتب

في هشاشة “حرية التظاهر”.. دراسة تاريخية

من جموع القرن التاسع عشر إلى السترات الصفراء، استمرت الاحتجاجات في إثارة الجدل. يُنظر إليها أحيانًا على أنه تجمع مثير للفتنة، وكموضوع حرية تُترجم إلى حق استثمار الفضاء العام لتأكيد المطالبة.

لكن هذه الحرية هشة، أولاً وقبل كل شيء لأنها تمارس في الشارع – مكان يجب ضمان النظام العام فيه – ولأنها بالتالي تفرض بحثًا دائمًا عن توازن بين حرية التعبير وحرية التنقل والحفاظ على النظام.

وبحسب المؤرخة الفرنسية روزلين لوترون، أستاذة التاريخ في جامعة سوربون، فإن هذه الحرية هي أيضًا هشة من الناحية القانونية لأن نظامها يستند إلى مرسوم بقانون لعام 1935 الفرنسي، وهو نص طارئ تم اعتماده في أعقاب أعمال الشغب في 6 فبراير 1934 – تم دمجه الآن في قانون الأمن الداخلي – وترى أن النظام الذي وضعه هذا المرسوم يبدو غير ملائم لوقت يحتشد فيه المتظاهرون من خلال الشبكات الاجتماعية.

في كتابها الصادر حديثاً تحت عنوان “حرية التظاهر” ضمن منشورات جامعة السوربون، ويأتي في 14 فصلاً، تطرح الكاتبة في كل مبحث منها أسئلة حول شكل وطبيعة وعلاقة التظاهر بالقوانين والحريات، مستندة إلى وثائق وأمثلة وحقائق تاريخية.

يتناول الفصل الأول فكرة مظاهرة الشارع وظهور الحرية في ظل الجمهورية الثالثة، ويأتي الثاني بعنوان “فلينسحب المواطن الصالح”: تشتت الحشود أو الشارع الذي دعا إلى النظام (من الثورة إلى بدايات الجمهورية الثالثة)”، وفي الفصل الثالث تدرس لوترون مسألة “تعلم المظاهرة ، من 1848 إلى الحرب العظمى”.

وتحت عنوان “المرسوم التشريعي الصادر في 21 أكتوبر 1935” يأتي الفصل الرابع، بينما يعالج الخامس مسألة الاحتجاج كجزء من حرية التعبير، ويأخذ الولايات المتحدة نموذجاً. في الفصل السادس تطرح لوترون موضوع “تناقض حرية التظاهر في السوابق القضائية للمحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان”.

تقدم الكاتبة نظرة عامة على النظام الفرنسي في الفصل السابع بعنوان “من التصريح إلى الإذن”، وفي الثامن ترصد حالات تاريخية من “التظاهر في حالة الطوارئ: من الإعلان إلى الحظر”، وفي الباب الذي يلية تقدم تحليلاً لـ “الدين في الشارع: مسيرات الشوارع والصلاة”.

موضوع الفصل العاشر هو “الباستيل – الجمهورية ، أو المظاهرة كأداة للتعبئة النقابية”، أما الفصل الحادي عشر فيأتي بعنوان “مانيفستو للجميع” وتتوالى الفصول الأخيرة بالعناوين التالي “التجمعات الجديدة للشعب: من حفلات الهذيان إلى السترات الصفراء”، و”حرية التظاهر ، حرية تحت المراقبة؟”، و”القمع الجنائي للتجاوزات في ممارسة حرية التظاهر”، و”هل ما زال ضمان الممارسة السلمية للحريات العامة ممكناً؟”.

الحياة العربية

يومية جزائرية مستقلة تنشط في الساحة الاعلامية منذ سنة 1993.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى