مريم يوسفي لـ”الحياة العربية”: الترجمة ضرورية لسفر القضايا المحلية إلى العالم

تفتح الكاتبة الشابة مريم يوسفي قلبها لـ”الحياة العربية” للحديث عن رواية “أبي الجبل” التي افتكت الجائزة الأولى لرئيس الجمهورية للمبدعين الشباب “علي معاشي” 2021، ومشاريعها المستقبلية في مجال الكتابة.
-بداية، الحياة العربية تهنئك على إنجازك الجميل، وتتمنى لك المزيد من التألق، فحدثينا عن روايتك؟
رواية “أبي الجبل” هي مخطوطي الأول الذي فزت به في جائزة علي معاشي 2021، من فئة الرواية، كان نتيجة سنتين من العمل الجاد، والاجتهاد المستمر، والاشتغال على عناصر النص السردي من بناء ولغة ومعنى.
تتمحور أحداث الرواية، حول فقدان فتاة من مدينة بوسعادة والدها في سن مبكر، وتأثير ذلك على بيت مؤنث، لا يضم سواها ووالدتها. تتطرق الرواية إلى المشاكل المختلفة، التي تجابهها النساء في ظل غياب رجل البيت. حيث اعتمدت طريقة السرد بالتوازي؛ “فلاش باك” لماضي الفتاة وظروف وحيثيات مقتل والدها، وحاضرها الذي تأثر بكل ذلك.
-هل الرواية في نظرك هروب من الواقع أم وسيلة لتغييره؟
الرواية الجيدة تغير الواقع، وفي التاريخ، أمثلة عديدة لأعمال روائية، استطاعت التأثير في ذهنية الشعوب، وحثها على تغيير سلوكها العام، وإيقاظ ضميرها الجمعي.
-بمن تأثرت يوسفي في كتاباتها؟ وما هي الكتابة في نظرها؟
مرحلة التأثر والتقليد لا بد منها، تأثرت في بداياتي بالكتاب الكلاسيكيين، مثل الرافعي والمنفلوطي والعقاد، لكنني تحررت من التبعية الأدبية مع الوقت، ومع تراكم القراءات والخبرة السردية، خلقت لنفسي طريقة خاصة لصياغة الأفكار، والتعبير عن لبنات أفكاري.
الكتابة في بداياتها فعل تخفف، لكنها لاحقا تنسكب في القالب الذي يرى به الكاتب الحياة، فإن كان صاحب نظرة مادية فسيراها مصدر كسب، وإن كان صاحب قضية فسيراها وسيلة لإيصال قضيته.
-هل استعملتِ كتابتك من أجل الشهرة أم من أجل ترسيخ أدب راقي؟
الشهرة التي تساهم في إيصال قضية الكاتب للمتلقي صحية، لكنها في الوقت ذاته قد تجعل الكاتب نفسه يغتر بها، وينسى رسالته.
-عند الكتابة تكونين في عزلة تامة أم تستوحين كتاباتك عند الاصطدام مع الطبيعة والواقع؟
العزلة كطقس أثناء الكتابة مهمة بالنسبة لي، للتركيز مع أفكاري، واختلاق سياقات مناسبة لنصي الذي أعمل عليه، لكن المعنى، أستلهمه من عمق معاناة المجتمع الذي أعيش فيه، وإشكالاته التي تنغص عليه معيشته واستقراره وتماسكه ورفاهيته.
-هل لديك رغبة في أن تكون لديك حصة في ترجمة كتاباتك؟
بالطبع أتمنى أن تحظى روايتي بفرصة الترجمة إلى لغات أخرى، لتسافر القضية التي أعالجها إلى ثقافات مختلفة، ويصبح الصوت المحلي عالميا ذو صدى وتأثير.
-هل من مشاريع جديدة لمريم يوسفي؟
هناك مسودات أفكار أعمل عليها منذ مدة، أحتاج أن ألتقط أنفاسي من المعركة التي خضتها مع “أبي الجبل” قبل أن أعود إليها.
حوار: خ. لعور