يحتضن اليوم، المسرح الوطني محي الدين بشطارزي، آخر انتاجاته المسرحية بعنوان “باسطا” من تأليف وإخراج ابراهيم شرقي، بمساعدة الممثلة فايزة أمل، وبدعم من الصندوق الوطني لترقية الفنون والآداب وتطويرها، ويشارك في أداء ادوارها كل أمال حيمر، ربيعة سحاب، اكرام زموري، أمينة بلحاج ، فايزة أمل، إلى جانب الممثلين ابراهيم جاب الله وفؤاد زاهد.
“باسطا” أو بمعنى “كفي” مسرحية من نوع الكوميديا الساخرة، تتناول موضوع الشخصية الاسطورية ورمزية هذه الشخصية في المسرح الجزائري، واسقاطاتها في المسرح العالمي، كما تتطرق إلى الصراع الأبدي بين الخير والشر والقوي والضعيف والكثير من القضايا الاجتماعية التي نعيشها في واقعنا اليوم، وتحمل المسرحية فلسفة البعد الاجتماعي النفسي والثقافي والاجتماعي والتاريخي للشر، وتسلط نوع الصراع على الفكر الوجودي، هذا الصراع الذي حطم النواة والأسرة وحطم جل المبادئ.
وحسب مخرج العرض ابراهيم شرقي، إلى أن نص المسرحية كتبه سنة 2016، وكان عبارة عن نص أدبي استمد شخوصه من الواقعية الانفعالية ليسرد قصة من الأساطير القديمة عن شخصية بطل يحارب “غولا”، ضمن شخصيات خرافية خرجت من كتاب نحو المدينة، ولا يعرفون العودة بعدها، ليقوم بتحويله سنة 2018 إلى نص مسرحي، في شكل تراجيدي- كوميدي على الطريقة السريالية، يترجم من خلاله الفرح والمآسي والعنف والضغوطات التي تعيشها الإنسانية اليوم، ويحمل بين فصولها صراع قوي بين القوى الضاغطة والشعوب المضغوط عليها.
وإبراهيم شرقي كاتب، ممثل ومخرج مسرحي جزائري، توجه للكتابة سنة 1985، وأصبح ممثلا في المسرح الوطني الجزائري بداية من عام 1993، عضو باللجنة الفنية بالمسرح الجهوي تيزي وزو، حظي بمسار تكويني في المعهد الدولي للمسرح، وكانت له عديد التربصات بفرنسا، وشارك في عديد المهرجانات العربية والدولية بتونس والأردن والإمارات وفرنسا.
وفي رصده في مجال الاخراج العديد من المسرحيات على غرار “صفية’، “رانا جيناك”، “دار الفرجة”، “اسمع واسكت يا حسن”، “رايحة لوين”، “كان هنا وراح”، و”حالتنا هنا”، كما ساعد في إخراج أعمال أخرى على غرار “رحلة حظّ”، وفي مجال الكتابة نجد لإبراهيم شرقي عدة نصوص مسرحية، أبرزها يا شاري دالة، الجوّالة، الفينيق، اسمع واسكت يا حسن، روبوتيك، تنهينان، ضياف ربي، سمفونية والأحلام السرية، ومن أهم الاعمال التي شارك في أدائها نذكر”مسار الذاكرة”، “أضواء”، “مجلس الانضباط”، “بدون حدود”، “المعلم الفاضل”، “انسالو ولاّ ما نسالوش”، “الخبزة”، “مملكة الناس”، “الخادمات”، “الفيزيائيون”، “بائعة العصافير”، “مريض الوهم”، و”الجثة المحاصرة”.
نسرين أحمد زواوي
