National

إبراهيم بوغالي:  الشيخ العربي تبسي بصمة مميزة في تاريخ المدِّ الإصلاحي

أكد رئيس المجلس الشعبي الوطني، إبراهيم بوغالي، الأربعاء، على الدور الذي تلعبه الصورة في توثيق الحوادث المفصلية التي مرت بها الجزائر عبر تاريخها، مشيرا إلى أهمية ما يكتسيه الجهد الرامي لتعزيز الوثائق التاريخية بمواد بصرية كفيلة بإضفاء مزيد من الحيوية والمصداقية على الأرشيف الوطني.

واعتبر رئيس المجلس، بمناسبة إشرافه على عرض شرفي للفيلم الوثائقي « الشيخ العربي التبسي – شهيد بلا قبر 1891/1957″، إحياء لليوم الوطني للذاكرة، بأن المجازر التي ارتكبها الجيش الفرنسي ضد الجزائريين يوم 8 مايو1945، جاءت على عكس مراد الاحتلال، حيث آذنت تلك الدماء التي سالت غزيرة بقرب اندلاع الثورة المباركة التي اقتلعت في بضع سنين جذور الاحتلال وأخرجته من بلادنا إلى غير رجعة.

وبالمناسبة، ثمن بوغالي اختيار حياة الشيخ العربي التبسي رحمه الله موضوعا للفيلم، واصفا إياه بالاختـيار الصائب والموفّق وذلك لما كان للشيخ رحمة اللّه عليه من بصمة مميزة في تاريخ المدِّ الإصلاحي الذي بعثته جمعية علماء المسلمين الجزائريين علاوة على ما كان له من مشاركة حاضرة في زخم تحضير الرّجال للقيام بالثّورة المباركة التي طردت الاحتلال من بلادنا، معبرا عن أمله في أن تكون مثل هذه الأعمال مقدّمة لأعمال نوعية أخرى متنوعة في الموضوعـات والمضامين.

وأردف رئيس المجلس بأن هذا العرض الشرفي للفيلم يندرج في إطار إبراز مكانة هذا الرجل الذي نال جُزْءً مما يستحق عليه الإشادة، ويهدف إلى السعي لسداد دين سندفعه من جهد كل قادر على المساهمة في إبراز مآثر رجل لعب دورا هاما في بناء شخصية الرجل الجزائري المعاصر وساهم في تكوين الرعيل الأول من المجاهدين، معتبرا مناسبة عرض هذا الفيلم فرصة لنزداد معا بصيرة بصواب المنهج الذي اتّبعه الشيخ العربي التبسي رحمه اللّه تعالى وإخوانه في جمعية العلماء ونتبيّن ضرورة المضي على نفس الدرب والثبات عليه حتى نحقق غايتنا في بناء جزائر جديدة قوية ومهابة.

من جهة أخرى، دعا رئيس المجلس الباحثين في الأرشيف إلى العمل بدون هوادة لكشف أسرار العديد من الجرائم التي ارتكبها الاستعمار بحق عدد كبير من الجزائريين اختفوا في ظروف غامضة ومريبة مشيرا إلى أن اختطاف الشيخ رحمه اللّه تعالى من بيته بلا مراعاة لحرمة سنه ومكانته الدينية ثم تعذيبُه بطرق بشعة وفظيعة حتى الموت وإخفاء جثمانه عن أهله يشكل عيّنات خطيرة من هذه الجرائم.

في سياق آخر، اعتبر بوغالي مخزيا ومحزنا ما تعيشه الإنسانية مرة أخرى على وقـع جرائم وحشية في فلسطين اليوم، وسط عالم يدعي التحضر والتقدم، جرائم يرتكبها الكيان الصهيوني في حق إخواننا، الذين يعيشون على وقع مجازر هـذا الكيان ومواصلة الإبادة الجماعية باجتياح مدينة رفح التي آوى إليها الغزاويون، مشيرا إلى أن هذا يحدث أمام الخذلان المقيت والصمت المطبق الرهيب، رغم رفض الضمير الإنساني وانتفاضة الأحرار في العالم وعلى رأسهم طلبة الجامعـات الذين أثبتوا أن الإنسانية لم تمت بعد رغم كل وسائل التعتيم والتضليل والتشويه.

ب. ر

Articles similaires

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

Bouton retour en haut de la page